الخميس، 28 أكتوبر 2010

الثانوى والطب ونقمة التفوق


لما كنت فى ثانوى كان كل همى انى أجيب المجموع اللى يدخلنى كلية الهندسه اللى بحلم بيها طول عمرى وعمرى مافكرت فى غيرها وعلى الاساس ده ذاكرت وتعبت جدا من دروس وسهر للصبح واحيانا كنت بطبق 48 ساعه مذاكره ومع ذلك كنت سعيد وفرحان 

طموحاتى كبرت وبقيت بفكر ارتب على المحافظه وبعدين الجمهوريه وكنت خلاص رتبت نفسى على كلية الهندسه وبنام واصحى وان بحلم بيها دخلت الامتحانات وكان قلبى كل يوم بيبقى هايقف من الخوف وانا حاسس ان مستقبلى كله مرهون بورقة الاسئلة اللى قدامى دى ربنا سهل والامتحانات خلصت على خير وطبعا قعدت مستنى النتيجه وكلى خوف وقلق واهلى متوترين هما كمان وبيوترونى معاهم


ولما النتيجة طلعت اول حاجه سألت عليها انا جبت هندسه ولا لأ والحمد لله كان مجموعى معدى ال100% وكانت الفرحة اللى لفت فى العيله كلها والكل بقى يجى يبارك ويقولولى مبروك (يادكتور) وانا ارد وانا بضحك لا لا لا هندسه انشاء الله 


وهنا كانت المشكله والكارثه ,لقيت الكل واقف ضدى وكأنى هارتكب جريمه لأنى عاوز اضيع فرصة انى ادخل كلية الطب ,وبقى ده يأنبنى شويه ,وده يحسسنى بالذنب شويه ,واللى يقوللى بلاش تضيع فرحتنا بيك ,ومهما حاولت اقنع فيهم انى بحب الهندسه وانها حلم حياتى محدش كان بيقتنع ابدا, وطبعا انتو عارفين الفكر الى ماشى فى المجتمع ,وكلية الطب اللى الكل هايموت عليها ,ومع الضغط عليا غصب غنى دخلت الطب ومن اول وهله حاسيت قد ايه انها كليه مش مناسبه ليا ,وقد ايه ان انا فى مكان غلط ،وكان كل يوم يزيد الاحساس ده ،ولما شرحت للى حواليا شعورى ده، الكل اتهمنى بالاستهتار، وانى بقيت لعبى ومش عاوز ابقى جد ،وان كل اللى بقوله ده تخاريف وكلام فاضى 

وياسلام بقى لما قولت انى عاوز احول هندسه، اللى قالى الناس هاتقول ايه ،وهايقولو فاشل ،ومعرفش يمشى فيها ،وحاجات كده من اللى عمرى ما حطيتها فى اعتبارى ،المهم كملت ،وضغت على نفسى وذاكرت ،وبقيت زى الانسان الآلى بعمل كل حاجه من غير احساس ولا رغبه ،وعدت السنه ولاقيت نفسى كاره نفسى والمجتمع والناس،وحاسيت ان حياتى كلها ملهاش لازمه 

وساعتها حاسيت انى لازم آخد قرار حاسم حتى لو هايكون صعب ، فقررت انى أحول لكلية الهندسه اللى لسه مانستهاش وبحلم بيها ليل ونهار، وقررت انى المره دى ماستناش رأى حد ،ولا أسأل حد 
وهنا كان فى انتظارى مفجأة أكبر وظروف أصعب 
لما رحت الجامعة علشان أحول ،الموظف بصلى كأنى مذنب وخارج على القانون
وقالى :ماينفعش تحول لكليه علميه لو عاوز كليه أدبيه ماشى 
رديت وانا باتعجب :ليه مانا جايب مجموعها وطبعا انفعلت واعصابى انهارت بصلى تانى بلا مبالاه وقالى ده قانون الجامعه ويالا بقى يابنى مع السلامه ماتعطلناش
خرجت من عنده والدنيا كلها سووووووووووده فى وشى ، وكنت ماشى فى الشارع بعيط زى العيال الصغيره وبكلم نفسى زى المجنون وطبعا جالى انهيار عصبى واكتئاب وخلافه وقعدت أسأل نفسى ياترى دى غلطت مين
غلطتى 
ولا غلطت المجتمع 
ولا الجامعه ولا مين بالظبط


وعدت عليا أيام وانا بفكر هاعمل ايه وازاى هاكمل فى حاجه عمرى ماحبيتها وازاى  هاسيب حلم عمرى يضيع كده قدام عينى
وقررت انى ماستسلمش ومااضيغش حلم عمرى كده وقلت كفايه استسلام لحد كده ورحت سحبت ورقى من الجامعه خالص وقدمت هندسه خاصه وواجهت نفسى ونظرات الناس واستحملت كلامهم وتجريحهم وبقيت باستقبل كلمة فااااااااااشل عادى خالص 

وقلت لازم أعيش حياتى زى مانا عاوزها مش زى ما اى حد تانى عاوزها
بس سألت نفسى تانى ياترى ليه دفعت ضريبة للنجاح 
وليه الكل رفضنى وهاجمنى لأنى بحلم
وليه الكل ماتقبلش حلمى ده حتى لو كان مجرد تخااااااااااااااااااااااااااااااااااااريييييييييييييييييييف.

                                                    أحمد اليمنى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق